الحمام الزاجل
..........................
الحمام الزاجل يعلو في الأفق
يحمل للعالم رسالة . يعلو .. و يعلو ,لا يأبه لبنادق القُنّاص و لا لمخالب الصقور.
هذه بداية الحكاية : حمام أحب العالم و أحب إبلاغ الرسالة
كتبت حروفي بدم من قلبي على قطعة قرطاس من لحمي
كتبت عن الحب الذي ينبع من قلبي و أغمر به كل من حولي ..أعطيه بلا مقابل
لألملم شتاتي و شتات الجاحدين حولي
كتبت عن السلم الذي يطوف على الأوطان , لا يجد مستقراً و لا أحضاناً
أرهقه الطواف و الدوران .. يستجدي وطناً , يستجدي شعباً , يستجدي حياةً
كتبت عن الوفاء .. بات كعناويناً تُسطر عريضةً على كل الجباه
كتبت عن الشهامة و المروءة , و عن الإنسانية التي تضمحل و تذوب على
مساحات الأوطان
كتبت عن المعاناة بكل أنواعها .. و لم أنس طبعاً معاناتي
حمّلت الحمام مخطوطاتي و قبلاتي فطارَ هائماً لا يعرف من أين البداية .
و حين علا و توسط الأفق بدت له خارطة العالم واضحة .. يغلب عليها اللون
الرمادي و الأسود ثم الأحمر .. نعم ..تلك ألوان هذه الحياة .. كآبة و حزن و جراح
طار الحمام بين السحاب الزّجِل بدون خوف .. ترفعه روح الحماس و الأمل .. ينثر قصاصات
الرسالة على أوطانٍ استعبد فيها الناس .. و أخرى اغتصبت فيها النساء .. على أراضٍ سفكت فيها دماء الأبرياء .. و أخرى جاع فيها الأطفال و ضمئوا
ترحل قصاصاتي مع هبوب الريح لتجد تربة خصبة تُدفن بين حباتها .. تنتظر قطرات المطر
العابرة من هنا و هناك , و حين يأتي الربيع تنبثق كل ألوان الحياة البهية
" آمنة عمر امغيميم "
Nessun commento:
Posta un commento