http://www.wahatona.com/story/ربيع-مؤقت/
تحلّ ساعة الرحيل
تلك الساعة التي لا تأتي إلا مرة واحدة في كل موسم
يرتدي معطفاً تتساقط الحياة من كل ثقوبه وفجواته.. وينتعل حذاءه ذو الرقبة الجلدية الذي يغطي ساقه الرقيقة، تتناثر عليها شعيرات خشنة في عبث و تمرد
حذاء اكتحل غصباً بسواد الطرقات والمشاوير الطويلة المضنية. صامد كما يصمد البطن ضد الجوع و العطش.. وكما يصمد القلب في وجه الخسارات
ماذا سيحمل معه في هذا الرحيل الموسمي..؟؟
لا شيء غير بعض الآمال والوعود والحمل الثقيل من الحب والاشتياق
وماذا يملك الدراويش غير الأمل والحب
هكذا يترك خلفه خريفاً شاخت فيه أشجار الفواكه ولبست الشيب والتجاعيد، و ينطلق بحثا عن ربيع مؤقت.. تتسلطن فيه الروح و تجلس على عرش البهاء لتتزود بشحنة من الحياة تقاوم بها ما سيأتي من اصفرار و يبس
يعيش ربيعه بلهفة الحبيب لحبيبته بعد طول غياب.. يقبّل اللحظات ويحتضن الساعات ولا ينام لكي لا تفوته فرحة عروس ولا بهجة ملاك.. هي لحظات من الحياة يغيب فيها ذاك العقل الباطني الذي يختزن عهدة الأسى مع الزمن، ولا يحضر إلا القلب المرفرف بين ضلوع سميكة من جراء التدحرج بين الشقاء والحث الطويل
وفي صباح من تلك الأيام المشرقة يتفقد تذكرة العودة
يرتدي معطفه المثقوب
ينتعل حذاءه ذو الرقبة
يترك الآمال و الحب
ويعود أدراجه لا يحمل إلا قلباً يبكي لعسرة الفراق
Nessun commento:
Posta un commento