http://www.wahatona.com/story/حتى-أحلامنا-الساذجة-تتحقق/
مبروكة فتاة قروية تبلغ من العمر السابعة عشر. كانت لها صديقة من عمرها تدعى نوارة، و كانتا لا يفترقان أبداً..
نوارة جميلة جداً، هادئة و قليلة الكلام، أما مبروكة فذات جمال متواضع، كثيرة الحركة و الكلام، مرحة و دائماً مبتسمة. و رغم اختلافهما في الطباع و الأوصاف إلا أن أمراً واحداً كان يجمعهما جعلتا منه الموضوع الأساسي لكل لقاءاتهما. كان حلماً.. حلماً بسيطاً و جميلاً.
فكرة هذا الحلم كانت لمبروكة لهذا كانت هي الأكثر حديثاً عنه. فتردد دائماً: – كم أود أن أتزوج شاباً وسيماً، مفتول العضلات، طويل القامة، يشبه أبطال الأفلام التي نراها على شاشة التلفاز. لا يهمني عمله و لا مركزه و لا إبن من يكون؛ أريده فقط أن يكون جميلاً أتأمله فلا تتعب عيناي من رؤيته و أحبه فلا يمل قلبي من حبه. لا أريد أن أتزوج شاباً من شبان القرية، فكلهم لا يمتون لأبطال الأفلام بصلة..
أحياناً كانت نوارة تنهرها عندما تتكلم بالسوء عن شبان القرية ربما لأنه في قرارة نفسها كانت متأكدة أن نصيبها و نصيب صديقتها الحالمة مرتبط ارتباطاً أبدياً بهذه القرية حيث ولدتا و نشأتا. لكن مبروكة لم تكن تبالي لنوارة حتى أصبح الحلم عنواناً لحياتها و مستقبلها الذي كانت تجهله تماماً.
ذات مساء بينما كانت مبروكة مجتمعة مع عائلتها حول مائدة العشاء، نظر إليها والدها بتمعن على غير عادته ثم قال: – لقد كبرت يا مبروكة و صرت عروساً جميلة، لهذا فقد عزمت على أن أزوجك شاباً من القرية المجاورة. جاءني والده هذا الصباح يطلب يدك و وافقت.
كان الخبر كزخة مطر فاتر انهمر على جسد مبروكة فجأة.. احمر وجهها، اغرورقت عيناها، يبست شفتاها، ارتجفت، ارتبكت، ثم قفزت من مكانها كالضفدع الخائف و هربت إلى حضن الظلام في بيتهم الصغير.
منذ تلك الساعة اختلطت نعومة الحلم بحرقة الدموع و خشونة الحيرة. لم تعد مبروكة تتحدث عن حلمها كما في السابق و كأنه لم يكن. حاولت نوارة مساعدتها و الرفع من معنوياتها بكلام يبعث على الأمل و الحث على الرضا بالقضاء و القدر، لكن مبروكة لم تكن مستعدة لفراق حلمها و معانقة الواقع مع إنسان لا يمت لأبطال الأفلام بصلة.
ذات صباح و هي تنظر إلى وجهها الجميل في مرآتها المتشققة أحست براحة و سكينة غريبتين، نظرت ملياً إلى نفسها و قالت:
– و لما لا.. لما لا يكون هذا العريس هو بطل حلمي. نعم.. هكذا سأراه دائماً و إن كان قبيح الوجه، هزيلاً، أشعتاً، محدودباً.. لا يهمني.
سأراه بعيني التي اعتادت رؤية الجمال، و سأحبه بقلبي الذي ألف الحب و الرضا، و سأكون له الزوجة الصالحة المطيعة لأجعل منه الزوج السعيد الصالح المطيع..
نهضت من مكانها بقناعتها المفاجئة و سارت طريق تحضيرات العرس إلى جانب والدتها لتأتي أخيراً ليلة الزفاف.
جلست مبروكة على السرير في حلتها البهية، جمال طبيعي بريء أخاذ و خجل كالندى يتقاطر من محياها الناعم، حافظت على ابتسامتها الدافئة التي زادتها إشراقة و أنارت بها تلك الغرفة الصغيرة المعطرة بالبخور و الروائح الطبيعية..
فُتح الباب فتشاكست دقات قلبها بين أضلعها، تشابكت أصابع يديها الرقيقة و لم تعد تسمع إلا خطواً يقترب منها، سمعته يناديها:
– مبروكة حبيبتي
كان صوتاً رناناً ملأ صداه كل أركان الغرفة و مسامع مبروكة، أحبت الصوت قبل أن تنظر إلى صاحبه فكانت تلك بداية جميلة لهذا جمعت كل قواها و رفعت عينيها الواسعتين المثقلتين برموش سود لتجد أمامها شاباً طويل القامة، عريض الصدر، جميل الوجه، ينظر إليها في حب و تأمل و إعجاب.. فما كان من مبروكة المرحة خفيفة الظل إلا أن قرصت ذراعها لتتأكد أن حلمها الوردي تحقق أخيراً و أنها تعيش حقيقة طالما زوقتها و نقشت جوانبها في كل لقاءاتها و خرجاتها مع صديقتها نوارة.
نظرت مبروكة إلى عينيه طويلاً و قالت:
حتى أحلامنا الساذجة تتحقق
نوارة جميلة جداً، هادئة و قليلة الكلام، أما مبروكة فذات جمال متواضع، كثيرة الحركة و الكلام، مرحة و دائماً مبتسمة. و رغم اختلافهما في الطباع و الأوصاف إلا أن أمراً واحداً كان يجمعهما جعلتا منه الموضوع الأساسي لكل لقاءاتهما. كان حلماً.. حلماً بسيطاً و جميلاً.
فكرة هذا الحلم كانت لمبروكة لهذا كانت هي الأكثر حديثاً عنه. فتردد دائماً: – كم أود أن أتزوج شاباً وسيماً، مفتول العضلات، طويل القامة، يشبه أبطال الأفلام التي نراها على شاشة التلفاز. لا يهمني عمله و لا مركزه و لا إبن من يكون؛ أريده فقط أن يكون جميلاً أتأمله فلا تتعب عيناي من رؤيته و أحبه فلا يمل قلبي من حبه. لا أريد أن أتزوج شاباً من شبان القرية، فكلهم لا يمتون لأبطال الأفلام بصلة..
أحياناً كانت نوارة تنهرها عندما تتكلم بالسوء عن شبان القرية ربما لأنه في قرارة نفسها كانت متأكدة أن نصيبها و نصيب صديقتها الحالمة مرتبط ارتباطاً أبدياً بهذه القرية حيث ولدتا و نشأتا. لكن مبروكة لم تكن تبالي لنوارة حتى أصبح الحلم عنواناً لحياتها و مستقبلها الذي كانت تجهله تماماً.
ذات مساء بينما كانت مبروكة مجتمعة مع عائلتها حول مائدة العشاء، نظر إليها والدها بتمعن على غير عادته ثم قال: – لقد كبرت يا مبروكة و صرت عروساً جميلة، لهذا فقد عزمت على أن أزوجك شاباً من القرية المجاورة. جاءني والده هذا الصباح يطلب يدك و وافقت.
كان الخبر كزخة مطر فاتر انهمر على جسد مبروكة فجأة.. احمر وجهها، اغرورقت عيناها، يبست شفتاها، ارتجفت، ارتبكت، ثم قفزت من مكانها كالضفدع الخائف و هربت إلى حضن الظلام في بيتهم الصغير.
منذ تلك الساعة اختلطت نعومة الحلم بحرقة الدموع و خشونة الحيرة. لم تعد مبروكة تتحدث عن حلمها كما في السابق و كأنه لم يكن. حاولت نوارة مساعدتها و الرفع من معنوياتها بكلام يبعث على الأمل و الحث على الرضا بالقضاء و القدر، لكن مبروكة لم تكن مستعدة لفراق حلمها و معانقة الواقع مع إنسان لا يمت لأبطال الأفلام بصلة.
ذات صباح و هي تنظر إلى وجهها الجميل في مرآتها المتشققة أحست براحة و سكينة غريبتين، نظرت ملياً إلى نفسها و قالت:
– و لما لا.. لما لا يكون هذا العريس هو بطل حلمي. نعم.. هكذا سأراه دائماً و إن كان قبيح الوجه، هزيلاً، أشعتاً، محدودباً.. لا يهمني.
سأراه بعيني التي اعتادت رؤية الجمال، و سأحبه بقلبي الذي ألف الحب و الرضا، و سأكون له الزوجة الصالحة المطيعة لأجعل منه الزوج السعيد الصالح المطيع..
نهضت من مكانها بقناعتها المفاجئة و سارت طريق تحضيرات العرس إلى جانب والدتها لتأتي أخيراً ليلة الزفاف.
جلست مبروكة على السرير في حلتها البهية، جمال طبيعي بريء أخاذ و خجل كالندى يتقاطر من محياها الناعم، حافظت على ابتسامتها الدافئة التي زادتها إشراقة و أنارت بها تلك الغرفة الصغيرة المعطرة بالبخور و الروائح الطبيعية..
فُتح الباب فتشاكست دقات قلبها بين أضلعها، تشابكت أصابع يديها الرقيقة و لم تعد تسمع إلا خطواً يقترب منها، سمعته يناديها:
– مبروكة حبيبتي
كان صوتاً رناناً ملأ صداه كل أركان الغرفة و مسامع مبروكة، أحبت الصوت قبل أن تنظر إلى صاحبه فكانت تلك بداية جميلة لهذا جمعت كل قواها و رفعت عينيها الواسعتين المثقلتين برموش سود لتجد أمامها شاباً طويل القامة، عريض الصدر، جميل الوجه، ينظر إليها في حب و تأمل و إعجاب.. فما كان من مبروكة المرحة خفيفة الظل إلا أن قرصت ذراعها لتتأكد أن حلمها الوردي تحقق أخيراً و أنها تعيش حقيقة طالما زوقتها و نقشت جوانبها في كل لقاءاتها و خرجاتها مع صديقتها نوارة.
نظرت مبروكة إلى عينيه طويلاً و قالت:
حتى أحلامنا الساذجة تتحقق
حتى أحلامنا الساذجة تتحقق\ آمنة عمر امغيميم
Nessun commento:
Posta un commento