على طاولتي المتحفرة
بكل ألوانها البهية
تتضارب لتستشهد
على الصفحات
الشاحبة من عناء الانتظار
لا يفوز إلا هذا
القلم الجاف
الذي ينزف بدل الدم
وجعاً .. و آهاً
و موتاً بطيئاً
منذ أربعين عاماً
أربعون عاماً .. و قلمي يبحث
عن هوية
يبحث عن وطن
يبحث عن بداية النهاية
لا نهاية لهوية مجهولة
و وطن مبتور الأطراف
لا نهاية تسبقها بداية
أربعون عاماً .. و قلمي يسرق
خيوط الشمس الرقيقة
و يلفها حول خصر الحياة
المتمنعة .. التي أفسدها الدلال
أربعون عاماً .. وقلمي يشهد
حفر القبور
على أرض الآهات
فغدت مساحتها حفرة
عمقها داجن
تسكنه أشباح الغي
أربعون عاماً .. يا قلمي
يعتصرك همّ الاشتياق
إلى زمن السلم و السكينة
إلى نسائم الحب الناعم
و دفء الهمسات الندية
أربعون عاماً .. جمعتَ الكلمات
و نظمتَ شعارات الأمل
المتهدهد على فراش الآلام
جمعتَ حولك عشاق الحروف
ترنموا .. تنغموا .. تأملوا
رحلوا .. و لم يند منهم ناد
العمر يرحل يا قلمي
و أنت ها هنا
صامدٌ بحبرك الرقراق
شامخٌ ببصماتك الوامضة
جريء غير خجول
حيٌّ غير ميت
Nessun commento:
Posta un commento